سعيد ياسين (القاهرة)

«عائلة الأستاذ شلش».. من المسلسلات الاجتماعية الكوميدية الشهيرة التي عرضت عام 1990 خلال شهر رمضان الكريم، ويعد من علامات الدراما التي تناولت أوضاع الأسرة المصرية وعلاقاتها الداخلية وأزماتها، على نحو برزت فيه تلك الأزمات المادية التي تعتري حياة الموظف الحكومي، والتي يعجز عن حلها مهما كانت درجته الوظيفية، ولا يزال المسلسل نموذجاً معبراً عن حالة الطبقة المتوسطة بما تعانيه من مشكلات تجهيز أولادها للزواج، وما يتطلبه ذلك من اغتراب واقتراض، فضلاً عن أزمة البطالة التي دفعت ابنة «شلش»، وكيل الوزارة، للعمل ببيع الساندوتشات بجانب دراستها الجامعية.
وقام ببطولة المسلسل صلاح ذو الفقار الذي استعرض المسلسل حياته اليومية، من خلال عدد كبير من المواقف والمفارقات الكوميدية التي تنشأ من خلال علاقته بزوجته وبأولاده، أو بالجيران أو مع زملائه في العمل، وشاركه البطولة ليلى طاهر، ومحمود الجندي، وأحمد سلامة، وناهد جبر، وجمال إسماعيل، وسلوى عثمان، وزوزو نبيل، وإجلال زكي، وتحية الأنصاري، وماجدة زكي، وعماد رشاد، وعلاء عوض، ونبيل نور الدين، ونشوى مصطفى، وألفت سكر، عن قصة مشتركة لمحمد نبيه وأحمد عوض، وفي حين كتب عوض السيناريو والحوار وأخرجه محمد نبيه، كتب كلمات المقدمة والنهاية بهاء جاهين وألحان هاني شنودة، وقامت بغنائها منى عزيز. ويقول مطلعها: «يا جماعة يا جماعة، كل يوم عاملين إذاعة، دي الحكاية بسيطة خالص، شيء بيحصل كل ساعة، دي مسائل عائلية، تبتدي ويا الرضاعة». وقال الناقد والباحث عبدالعزيز عبدالفتاح، إن رحلة ليلى طاهر مع الشاشة الصغيرة ثرية، وأن مسلسل «شلش» يأتي كدرّة لأعمالها التلفزيونية للنجاح الذي حققه، حيث قدمت من خلاله شخصية «نجية»، وهي امرأة قوية ذات شخصية متسلطة سواء في المنزل أو في عملها كمدير عام، ورغم أنها تحمل قيماً ومشاعر نبيلة، فإن تسلطها وحدة طباعها جعلاها تعيش في صراع دائم مع كل من حولها، فهي لا تستطيع أن تعبر عن مشاعرها إلى جانب شعورها في النهاية بالتقصير تجاه زوجها وأسرتها.
وقال المخرج محمد نبيه إنه بعد اعتزال الفنانة هند رستم وابتعادها عن الفن عام 1979، قام بعد مضي عشر سنوات بمحاولة إعادتها إلى الشاشة، وعرض سيناريو المسلسل عليها للقيام بالدور الرئيسي فيه، وهو دور زوجة «شلش»، ولكن المشروع توقف، رغم رغبتها الشديدة في الوقوف أمام كاميرات التلفزيون والدخول إلى بيوت الجمهور المصري، حيث إنها سألت عن أجر الفنانة فاتن حمامة في الحلقة الواحدة في أي عمل درامي، وعلمت أنه 10 آلاف جنيه، بينما كان المعروض عليها ستة آلاف جنيه في الحلقة الواحدة، وأبلغت القائمين على المسلسل بأنه من المفروض ألا يقل أجرها عن أجر فاتن حمامة، ولكنهم أصروا على رأيهم وأصرت هي على موقفها، وفشلت المحاولة وعرض الدور فيما بعد على ليلى طاهر التي تقمصته بمنتهى النجاح والتألق.